Full Start

Monday, January 23, 2006

الحياة حلوة

بعد قرابة الاسبوعين في نيواورلينز, رجعت حياتي الى "شبه الطبيعي". فقد عادت الكهرباء يوم الاثنين, بدأت التدفئة يوم الأربعاء, وجاءنا الماء الحار يوم الجمعة... لم يبق سوا الانترنت, وعساه يصل خلال بضعة الأيام القادمة.

بعد غياب طويل, قابلت معظم من أعرف من الطلاب, وتعشينا في مطاعم لبناينة ويابانية وأمريكة, كما حضرت "عشاء العيد" الذي أقامته الجمعية الاسلامية في جامعة مجاورة... متأخرين؟ ما باليد حيلة!

مدرّسي نشّف دمّي من الرعب والخوف. عنده اختبار يجيبه معه في كل حصة, وما راح يعطينا وياه الا اذا ما شاركنا وبيّن علينا ان احنا مضيعين. بالتالي, كل واحد على أعصابه ويحاول يلزم نفسه يذاكر. الله يا زمن, سعودي مطنّش طول عمره الحين لازم يذاكر يوم بيوم!

حضرت ليلة السبت مباراة كرة سلة للجامعة, وبدأ توزيع كيك لمن يصرخ الأعلى... فزت بها, ومسكتها كأنها كأس أفضل لاعب وقمت أناقز واصارخ "فزت فزت فزت".... التفت يمين ويسار واذا بالجميع يطالعوا .."خير, عسى ما شر!". الصراخ في المباريات واحد من اختصاصاتي, أتمنى يجيني اليوم اللي أبرز فيه هالموهبة في كاس العالم في مباراة تفوز فيها السعودية

ويش عندنا غير الأحلام في مدينة تحتاج النهوض؟
:D الحياة.... حلوة

Saturday, January 14, 2006

ليست مدينة أشباح
بؤساء... بدون كهرباء

رجعت أخيرا الى وطني الثاني: مدينة نيو أورلينز, والحمد لله على السلامة. لكني لئن نجوت من كاترينا فان آثارها باقية في الأحياء الممسوحة, الأشجار العارية, ساحات الجامعة الخالية, وشقتنا.
سلمت شقتنا من الفيضان لأنها في الطابق الثاني من منزل بني قبل 100 سنة أو أكثر, لكن الطابق الأرضي مسح مسحا. مشاكل نيو أورلينز تطول -وسأعود اليها- لكنها تنمحي بمنظر الطلاب الراجعين فرحا للجامعة.
طلاب جامعتنا درسوا السمستر الماضي في كبرى جامعات أمريكا مثل كورنل, بوستن, رايس, يو أس سي... لكنهم كلهم فرحون بالعودة, ولا يرتضون ل"تولين" بديلا.. غير أننا جميعا نعرف تحديات اعادة البناء أمامنا, ومثالنا البارز هو شقتنا.

رغم عودة الكهرباء الى معظم البيوت حولنا, فلا تزال شقتنا خالية منها, وستبقى كذلك حتى يوم 18 يناير. الماء أبرد من الثلج, فنضظر اذا جلسنا من النوم أن نلبس لباسا رياضيا, نتوجه للمركز الرياضي القريب... وكأننا سنلعب, لكننا نتجه فورا للسباحة بالماء الحار. ولأن البرد شديد, نكمل تنظيف الشقة من حيث انتهينا في اليوم السابق الى قبيل المغرب... فنتوضأ على خوف من الماء ووجل مرة واحدة هي لصلاة الظهرين والعشاءين.

وافتتح مبنى الهندسة اليوم فجئت أشحن لابتوبي وجوالي, أزور مواقعي المفضلة, وأطل على مدونتي والمدونات الصديقة.
تبقى المشكلة مع الحلاقة, فقد برزت لحيتي وضايقتني, قد آتي الى مبنى الهندسة في منتصف الليل -حيث لا أحد- مصطحبا عدة الحلاقة, أو أنتظر وصول باقي أصدقائي فأزورهم وأتحمد لهم سلامة أبدانهم وكهربائهم.. ثم أستأذنهم في حلاقة لحيتي عندهم.

على كل حال, فرغم بؤس الحال بدون كهرباء, ففرحة النفس بالعودة تطغى على كل شعور آخر.
تكفوا... انتبهوا الى فقرائنا الذين يبيتون بلا كهرباء, أو لا يملكون ثمن مدفئة... أعينوهم أعانكم الله.

Monday, January 09, 2006


معايدة

يشرق فجر العيد علينا
وبهجة الحجاج تتنامى فينا...

الروح ترقص على أوتار الغربة
والبسمة ترحل الى وطن بعيد.. حيث أم تحن, وأب يترقب

في العيد فرح, ومعه مرح
الآلام تسكن في قعر النسيان, والأحلام تنطلق في فضاء المستقبل
مع لفتة منها الينا, فيها وافر التقدير وأتم الاحترام

المستقبل في غد العيد: منا والينا, معنا ومع محبينا
عيدية محبة لكل انسان

Sunday, January 08, 2006

كتابات في الحرم (4

*** جميعنا يسأل

خارج الحرم يقبع المتسولون... الصادقون منهم والكاذبون,
المساكين الذين ينطلي الخداع عليهم,
والمساكين الذين تقطع أيديهم منذ الطفولة ليمتهنوا التسول مدى العمر.

المتسولون يحصلون, على النظرات الشزرات من متعصبين لونا أو ثروة, أو ممن أزعجهم الاحتيال...
ويحصلون على الريالات من المؤمنين الصادقين في بذلهم خارج أسوار الحرم,

وأحيانا ممن لا يدري للريال قيمة حين تفاجئه الطفلة المتسولة بطلب الباقي القليل من شراء 3 كيلو موز لا يمكن للمشتري أي يسهتلكها خلال اقامته.

طفلة تباغته... لأن أكثر المتسولين اناث. يا للهول!

ماذا يفعل رجالهم ان لم يعملوا... يمتهنون السرقة؟
جميعنا نسأل.
أكثرنا ينظر للقصور المطلة على الحرم... ويلوم.
أقلنا يسأل عن مؤسسة أهلية تهتم بهذه الظاهرة.
والأقل منا يستعد لعمل اليسير في مكافحة الفقر في مدينته.

نطل على الحرم وندعو بدعاء الامام زين العابدين عليه السلام في طلب مكارم الأخلاق,
ونسأل الله أن "أجر للناس على يديّ الخير". ثم نسأل.. "كيف نفعل؟"
طوبى لجمعياتنا الخيرية فوائد الحجاج و المعتمرين!

Saturday, January 07, 2006

مذكرات ساكن كنيسة (7)

متى تفتتح "دبي لاند"؟!

لا شيء يرد الروح كزجاجة كوكا كولا, ولا نشاط يريح النفس مثل الضحك. في رحلتنا الى ديزني وورلد, استنزفت كل صراخي وطاقتي واستهبالي مع صحبي في البرنامج. ولأن كل منا من دولة, فلم يكن لي من المرح ما كان لي قبل سنة مع 6 أصدقاء سعوديين مجانين... لكن ذلك أيضا صنع مجالا للتميز: الاستعباط!

لاحقتني عيون الأطفال حسدا لأن أهاليهم لا يسمحون لهم بمثل صراخي وعباطتي, واحتدت اليّ عيون الأهالي لأني أصنع التمرد في روح أبنائهم, وتوجه اليّ بعض من في المجموعة لمزيد من الضحك والمرح في عالم الألعاب والتسلية... ما كان في الامكان أفضل مما كان!

وبعيدا عن أي هزل, فلا شيء يريح النفس مثل الضحك, ولا شيء يزيل كل الضغط عن كاهلي مثل الاستعباط والاستهبال... تعود اليّ روح الطفولة وبراء الفطرة, تتجدد في دمائي عروق الابداع والاختراع, تتجلى لي صور جديدة من المرح وطرق التفكير في تسلية البعض والاستنذال على آخرين, وتولد لي جرأة على لقاء حشد والقاء شعر أو خطبة بينهم. يزيل الصراخ –خاصة على عربات "الموت" والفزع- أي قابلية للنرفزة و العصبية, تنعدم عندي أسباب الحزن, وتعود كل قصص الزعل الى خيال من الماضي...


كم أترقب أن تفتتح "دبي لاند"! زرت مصنع "سالي" لصناعة "قطارات الموت" والألعاب المتنوعة. سألت عن مشاريعهم مع "دبي لاند" فقالوا أن أكثرها تميزا لعبة "لجند" (الأسطورة).... أطال الله عمري وأعماركم للعبها مع غيرها, وصرف عنا عيون من يتضايق لمنظر الفرح, أو يستصغر قدر كبير عمر اذا خالطه المرح!

كتابات في الحرم (3)

** 5 موزات

الأمريكي والأوروبي يحتار في أن يشتري لنفسه 4 موزات... أم 5 باضافة 40 سنتا؟

هل سيبذل مجهودا رياضيا كبيرا هذا الأسبوع, فيأكل اثنتين في يوم واحد أم سيأكل واحدة في اليوم؟
هل سيفسد الجو الخامسة قبل أن يأكلها؟
هل سيتبضع خلال الأسبوع فيشتري الخامسة طازجة؟

لكنه لا يحتار كثيرا في أعمال أسبوعه ووقته المصروف للخدمة الاجتماعية.

هناك دائما لكل أسبوع جدول, ولكل وقت عمل,
وان تطلب صرف جهد أو مال.
الأعمال قصيرة الأمد, أو على المدى الطويل.

قد يتبرع بعشرة دولارات شهريا على مدار سنة لضحايا تسونامي,
وقد يغيب عن عمله ليشارك في مسيرة عدة كيلومترات لحث الناس على التبرع للفقراء,
وقد يوقف أمواله – بعد التقاعد- لشراء الدواء وشحنه لمرضى أفريقيا.
وأفضل ما يخلد ذكره, التبرع لبناء مبنى باسمه في جامعة.

هناك.. تجد حرصا في الصرف, طيبة في البذل, ومأسسة للعطاء.
الحج موسم لتغيير الذات, فهل نفعل؟

Friday, January 06, 2006

كتابات في الحرم (2

* ذات "الكتافي"

والذين لا يبدون مظاهر الالتزام بالتدين ننسى أن لهم عمقا دينيا يحركهم.
ما كل الحجاج والمعتمرين "متدينون". وما كل المصلين الجمعة في الحرمين من "الملتزمين".

كانت الفتاة تلبس عباءتها السوداء بكمين يغلبهما الأخضر الهادئ.
كانت تقف عند باب الفتح عند مدخل الصحن الشريف...
كانت تدعو رافعة يدين باديتي الارتجاف,
وتبكي دموعا غزيرة بعينين مكحولتين.

فتاة متمكيجة تلبس "الكتافي"...قد تجلب نظرة التباس,
لكنها تبكي بالدعاء عند صحن الحرم المكي فتستدعي شعوارا بالارتياح.
أليس الدعاء لها, كما كانت تدعو, أولى من التعريض بها... وبمثيلاتها في المجتمع؟

أماكن العبادة ومواسمها تعطينا فرصة لتملّك نظرة ايجابية عمّن حولنا

كتابات في الحرم (1
... حان وقت الحج, واتجهت قلوب المسلمين للبيت الحرام.... أعرض هنا خواطر سريعة انتهيت من كتبابتها مع أذان الفجر في آخر ليلة لي في الحرم في آخر عمرة لي قبل عدة أشهر. أسأل الله للجميع التوفيق لأداء الحج والعمرة, انه سميع مجيب.

* الباكي

بين حراك المعتمرين وسكون زمزم...
اتخذ زاوية للصمت.. يئن, يبكي, ويدعو.

لا يتقن العربية كما نتقنها, ولا يفهم كلمات القرآن بالمقدار الذي نفهمه.
كان من شبه جزيرة الهند, كما جميع العاملين على نظافة المسجد الحرام.
هل نعاملهم باحترام؟ هل نعامل أي عامل بالاحترام؟
هل رواتبهم مجزية؟

هل كبر على السعوديين أن يخدموا المسجد الحرام..
حتى ذوي الدخل المحدود جدا؟

ولا نزال نسخر من هؤلاء الأخوة القادمين من بعيد!