Full Start

Saturday, February 24, 2007

إزعـــــــــــــــــــــــــاج!

هكذا كان الصوت في وقت بدا أنه أطول من حبل مشنقة في عين محكوم بالإعدام... إزعـــاج!
ضرس العقل في الجنب الأيسر السفلي كان يؤلمني مثل دالة ظا(س)... كلما انقطع الألم فجأة عاد يؤلمني بسرعة وحدّة... لكن هذه المرة هدأ وإذا مسامع أذني كلها هذا الإزعـــــــاج!
أتقلب ذات اليمين وذات الشمال, كفّاي تحتضنان أذنيّ, ثم أغطس رأسي تحت الوسادة... لكنه إزعــــــــاج!
كانت الساعة قد طافت الثانية صباحا وأنا لم أنم حتى الليلة الماضية... والليلة إزعـــــــــــــــــــــــاج!
كأنه غضب الرب: ريح عاتية تصفّر, مطر غزير ينهمر, ورعد دائم ينفجر... لكنه إزعـــــــاج!
تذكرت إعصار كاترينا, ساءلت نفسي عن أأمن الأماكن فاهتديت إلى الممر: لا أثاث لا زجاج... لكنه إزعـــــاج!
لم أتحرك من مكاني وظللت متشبثا بالوسادة والسرير. ثياب سميكة وجراب سميك تحت بطانية سميكة.. أأمن من ممر بارد ذو جدران سميكة!

تذكرت وأنا على السرير المرّة التي استضفت فيها أحد أصدقائي عندما سافر زميلي في الغرفة ذات إجازة. رن جرس الإنذار يوم سبت فقفز ضيفي من نومه وصوت الصفارة على الحائط قبالة غرفتي, والأبواب تزمجرلغضب الطلاب الجالسين من النوم قبل أوانهم. "اجلس من النوم.. إنذار حريــــــق!" صاح بي الصديق. "نعم؟ لا لا تخف, إنه مجرد إنذار... مجرد إزعــــــــــــــاج من طالب شقي, حدث هذا الاسبوع الماضي!" وظللت أحاول النوم ويحاول إقناعي بالخروج إلى أن توقف الإنذار.

ماذا حدث الاسبوع الذي سبق؟ كنت أستحم إذ دوّى صوت صفارة الإنذار. إزعـــــــاج.. والشامبو في رأسي. الحمام يقع بين أربع غرف, وأرضه من سيراميك. "الأبواب مغلقة" فكرت في نفسي, لذلك سيظل الدخان بعيدا إلى أن يطفئوا الحريق- إن كان هنالك حريق. السيراميك لا ينقل النار, وأنا لابس نعلي في "الشاور" والماء ينهمرعلي. ماذا عن الدخان؟ "إذا بدأ في التسرب أبلل فوطتي وألفها حول نفسي وأركض خارج الباب"! لكن الإزعــــاج توقف, وحمدت الله.

جلست من النوم بعد أن نمت أخيرا! مشيت إلى الصيدلية, على بعد 20 دقيقة من المشي في الأحياء الجميلة واذا الشرطة والعمّال يقطعون الطريق على السيارات. أسلاك متساقطة... سقوف منتشلة... فروع أشجار على السيارات, أعمدة إنارة أثرية صريعة على الطريق! كان إعصاراً... زوبعة (تورنيدو). الشرطة والحرس الوطني يحرسون الممتلكات الخاصة والعامة.. بضه مدرعات وهمرات بألوان الجيش. إذن لم يكن الازعاج مزاح طالب شقي هذه المرة!

من الواضح أنها ليست المرة الوحيدة التي اعتبرت الانذارات "إزعاج" واتخذت بالتالي قرارات خاطئة. إزعــــاج.. هي الكلمة ذاتها التي يصف بها الطلاب نصائح مدرسيهم بالمذاكرة, نصائح الأهل بالتفكير للمستقبل, نصائح الأم بعدم الاكثار من الحلويات... إزعاج! كثير من النصائح والإنذارات تبرز في مختلف مراحل حياتنا, وإذا لم نتصرف إزاءها بحكمة فنحن عمليا نعتبرها مجرد.. إزعــــاج! ماذا لو عصف الاعصار بالحي الذي أسكنه, أو شبت النار تلك المرتين؟ التصرف بحكمة أفضل من الانزعاج من النصيحة, فقد يأتي وقت لا "إزعــــاج" فيه أشد من الندامة, والأسوء أن يكون وقت لا يفيد فيه الندم!

درهم وقاية خير من قنطار علاج!

1 Comments:

  • Nice one .. continue writing .. I'm reading ..

    By Anonymous Anonymous, at 11:50 AM  

Post a Comment

<< Home