Full Start

Saturday, January 14, 2006

ليست مدينة أشباح
بؤساء... بدون كهرباء

رجعت أخيرا الى وطني الثاني: مدينة نيو أورلينز, والحمد لله على السلامة. لكني لئن نجوت من كاترينا فان آثارها باقية في الأحياء الممسوحة, الأشجار العارية, ساحات الجامعة الخالية, وشقتنا.
سلمت شقتنا من الفيضان لأنها في الطابق الثاني من منزل بني قبل 100 سنة أو أكثر, لكن الطابق الأرضي مسح مسحا. مشاكل نيو أورلينز تطول -وسأعود اليها- لكنها تنمحي بمنظر الطلاب الراجعين فرحا للجامعة.
طلاب جامعتنا درسوا السمستر الماضي في كبرى جامعات أمريكا مثل كورنل, بوستن, رايس, يو أس سي... لكنهم كلهم فرحون بالعودة, ولا يرتضون ل"تولين" بديلا.. غير أننا جميعا نعرف تحديات اعادة البناء أمامنا, ومثالنا البارز هو شقتنا.

رغم عودة الكهرباء الى معظم البيوت حولنا, فلا تزال شقتنا خالية منها, وستبقى كذلك حتى يوم 18 يناير. الماء أبرد من الثلج, فنضظر اذا جلسنا من النوم أن نلبس لباسا رياضيا, نتوجه للمركز الرياضي القريب... وكأننا سنلعب, لكننا نتجه فورا للسباحة بالماء الحار. ولأن البرد شديد, نكمل تنظيف الشقة من حيث انتهينا في اليوم السابق الى قبيل المغرب... فنتوضأ على خوف من الماء ووجل مرة واحدة هي لصلاة الظهرين والعشاءين.

وافتتح مبنى الهندسة اليوم فجئت أشحن لابتوبي وجوالي, أزور مواقعي المفضلة, وأطل على مدونتي والمدونات الصديقة.
تبقى المشكلة مع الحلاقة, فقد برزت لحيتي وضايقتني, قد آتي الى مبنى الهندسة في منتصف الليل -حيث لا أحد- مصطحبا عدة الحلاقة, أو أنتظر وصول باقي أصدقائي فأزورهم وأتحمد لهم سلامة أبدانهم وكهربائهم.. ثم أستأذنهم في حلاقة لحيتي عندهم.

على كل حال, فرغم بؤس الحال بدون كهرباء, ففرحة النفس بالعودة تطغى على كل شعور آخر.
تكفوا... انتبهوا الى فقرائنا الذين يبيتون بلا كهرباء, أو لا يملكون ثمن مدفئة... أعينوهم أعانكم الله.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home