Full Start

Thursday, December 29, 2005

مذكرات ساكن كنيسة (6)

أم كريس تكرم ابنها بطريقتها الخاصة

اختلطت علي الأفكار كثيرا اليوم. فقد جلست من النوم وأنا أنوي الكتابة عن أفراح ديزني لاند وخصائص مرحها, لكن أحدا كان يشاهد فلم "مملكة السماء" فأحزنني. ثم شغلوا "شرك" فضحكت معه وطربت حتى حان وقت العشاء... حيث أثر في شيء خاص.

على الطاولة الممتدة بين الطعام وأفواهنا, انشرحت أواني كبيرة تبتسم لنا. الآنية الأولى ضمت مرقة حارة امتزج فيها اللحم والعدس وألوان من الخضرة. أما الثانية فسلطة عديدة الألوان متسقة الاشكال في آنية دائرية شفافة تراها المعدة قبل العين. ثم صينتين فيها "كعك الذرة" و كعك "براونيز" مضاف اليها حبات شوكولاتة دائرية على السطح... منظر يسقط الضعيف مثلي صريعا, وينثر أجزاء السمين –مثل علي- على كل زوايا الطاولة... طاولة عليها أكل ل30 طالب دولي.

اتصلت أم كرس قبل أيام بجين –منسقة البرنامج مع زوجها بوب- تطلب أن تصنع لنا عشاء للكريسماس, لأن ابنها كريس بعيد عنها. أين كريس؟

كريس طالب جامعي, أخذ سنة اجازة, وسافر الى مناطق من العالم كمتطوع يساعد الفقراء والضعفاء مع بعض المنظمات الانسانية الدولية. أيام الكريسماس كان في ايرلندا. ولأنها افتقدته, أرادت أم كريس أن تعوّض فقدها اياه باطعامنا نحن ما يحبه كريس. لم تطبخ الطعام وترسله للجيران أو تدعو ضيوفا كثر... بل أرسلته لنا –الطلاب الأجانب- كما يعمل ابنها في خدمة المحتاجين في دول أجنبية.

أظن الابن قد تعلم الخدمة من والدته, فهي عندما افتقدته وهو يبذل نفسه في الأعمال الانسانية, بذلت هي وقتها لعمل انساني. فرق كبير بيننا اذ نستشعر عمل الخير, وبين اتخاذ خطوة في طريقه. كم منا يستحسن برامج "الطبق الخيري" ولا يشارك فيه؟

فلنتعلم من أم كريس.

4 Comments:

  • مذكرات جميلة لتجربة لا أظن أن سعوديين كثيرين خاضوا شبيهاً لها

    دائماً تعجبني الأفكار الغريبة في الخدمة الاجتماعية يعني كيف هالأم فكرت هالتفكير ولأجل ولدها ستطبخ لـثلاثين آخرين ؟

    واصل أيها الرحالة المبدع

    By Blogger Unknown, at 2:08 AM  

  • hassan
    أشكرك على ثقتك الحسنة وكلماتك الطيبة... لدى كل منا -حتما- تجارب تستحق التأمل والتدوين. آمل أن أقرأ في مدونتك عن رحلتك في اوروبا.

    نعم, فكرة خارجة جدا عن المعتاد, التفكير فيها يحتاج الى ابداع, كيف عملتها!

    b
    حياك الله في مدونتي, لعلك توازن تفاؤلي المفرط بتشاؤمك المفرط! لعل المطلوب أن لا تكون الكتابة بطريقة قصص الأطفال, لكنني حقا تعلمت الدرس كطفل يفغر فاه كلما تقدمت القصة! (طبعا فتحت فمي أيضا للطعام, وتلك قصة أخرى)
    شكرا لمرورك

    تحياتي للجميع

    By Blogger full start, at 2:37 AM  

  • بسم الله ...

    قد تعجز الكلامات من وصف مثل هذه النظرات الإجابية المبهره ، إذ أن القارئ لها يدور برأسه يمينا وشمالا محتارا تاره وأخرى متحسارا وأخرى مبتسما ...

    مذكرات تحمل في طيايها نفسا شفافه تعرض حدث وتقف بعده وقفت تفكر و استخلاص فائده قد تغيب عن الكثير منا ، فإذا بالغافل يتلقى صدمة توقضة من غفلته وتقول له خذ العبرة ...

    فكر منفتح وصدر رحب ..

    وأخيرا لا يسع المعقب إلا أن يقول ساعدك الله عند رجوعك إلى بلادك ومما ستلقى ..
    واقع مر ولكن الشمعة تضيأ حتى في أحلك الظلمات ...

    تحياتي لك

    الثاقب...

    By Anonymous Anonymous, at 8:37 PM  

  • هلا اخووووووووووووي
    اشلووووووووووووووووووووونك

    شفت بلوووووجك

    ان شاء الله راح احاول اقرا فيه بس لاتنتظر تعليقات لاني بس اقرا

    ادا تعرف بلوجات قطيفية دلنا عليها الله يجزاك خير.. عربية ولا إنجليزية مي مشكلة

    سلااااااااااااام من القطيف

    :)

    By Anonymous Anonymous, at 11:50 PM  

Post a Comment

<< Home