Full Start

Sunday, December 25, 2005

مذكرات ساكن كنيسة (2)

كيف تعمل؟

برنامج "بيت الكريسماس الدولي" الذي ترعاه الكنائس مثير للاعجاب للتنظيم الكبير الذي يتطلبه, والعدد الكبير الذي يحضره. حسبنا أن عدد الطلاب الذين سجلوا ولم تتمكن الكنائس من استضافتهم هو 400 طالب من دول عديدة وجامعات مختلفة. فكيف يقوم البرنامج؟


احدى الكنائس في أتلانتا تعمل مع منظمة للطلاب الأجانب. المنظمة مشتركة مع جميع أقسام "الطلاب الأجانب" في الجامعات. على الطالب الراغب بالاشتراك أن يدفع مبلغ 80$ فقط, وتتكفل الكنيسة بباقي مصاريف البرنامج بين 17 ديسمبر و 2 يناير. أما كنيسة أتلانتا فتعمل مع قسم "الأنشطة الدولية" في كل الكنائس الأخرى حول أمريكا وتنظم معهم طريقة البرنامج, اما استضافة عائلة منتسبة للكنيسة للشخص, أو استضافة الكنيسة لمجموعة كاملة. في كلتا مشاركاتي, كنت ضمن مجموعة, وفي كلتا الكنيستين رأيت تنظيما وسعة وأموالا وطيبة لا تضاهى.

هنا في كنيسة "جانب النهر" في جاكسونفل (فلوريدا) ملحق ضخم للأنشطة: مسرح, قاعة ضخمة, غرفة صوتيات, غرف أخرى, حمامات ودورات مياه, ومطبخ. الجميع ينام على أسرّة هوائية في غرفتين منفصلتين للأولاد وللبنات. أما القاعة ففيها جميع أنواع الألعاب التي يمكن تخيلها, أتى بها جميعا متبرعون من منتسبي الكنيسة. كما أن فيها انترنت لاسلكي, تلفاز وشاشة عرض وجهاز "دي في دي" ومجموعة أفلام. الطلاب الآسيويون لا يعيشون بدون طاولة تنس, وقد أتت الكنيسة بواحدة يوم وصولنا...لا زلنا نستمتع بالسهر ونحن نلعبها.

يشرف على الطلاب (ويعيش معهم) ولدين من منتسبي الكنيسة, واثنتين تشرفان على الطالبات. المشرفون والمشرفات يستمتعن بصحبة الزوّار الأجانب, ويحصلون على راتب قدره 900$ نظير جهودهم. أما المشرفين على كامل البرنامج (بوب وزوجته جين), والتي تطبخ لنا (مرسيدا), فلا يحصلون على أي شيء غير محبتنا لهم.

جميع البرامج التي نحضرها تكون اما خدمة عامة –كالسفر الى مدينة أو المساعدة في ملجأ الفقراء- أو خدمة من قبل أحد منتسبي الكنيسة. زرنا –مثلا- شركة تنتج الألعاب لديزني لاند وديزني وورلد ودبي لاند وغيرها, والذي أخذنا في الجولة وأجاب عن أسئلتنا هو رئيس الشركة نفسه! وصل اليه بوب عن طريق منتسب للكنيسة يلعب الغولف مع مالك الشركة.

الشيء الالزامي الوحيد الذي يربط الطلاب بالكنيسة –عدى السكن- هو حضور عظة يوم الأحد مع باقي المصلين, وهي عظة لا "تبشير" (أو "تنصير") فيها... وسأتحدث عن العظات التي حضرتها لاحقا. أما الشيء الذي يلزم منتسبي الكنيسة بالطلاب فحضور "الليلة العالمية" حيث يطبخ كل طالب طعاما من دولته, ويقدم شيئا من تراثها.

لا يمكن لبرنامج ممتع وناجح مثل هذا أن يقوم من دون جهد كبير, ومحبة أكبر للانسانية والدين.

وماذا أستفيد أنا؟ أشياء كثيرة أذكرها لاحقا, لكن أحبها الي الأسماء الكثيرة التي أحصل عليها. طلبت منهم أن يسموني "رداوي" (رضّاوي) حتى لا يخربطوا اسمي رضا بريتا كعادة الأمريكان... "رداو" معناها مشكل بالألمانية, فأنا "صانع المشاكل". على وزن "رداوي" أسموني "سباوي"... طعام حار ياباني. صرت أقدم نفسي "هاي, ماي نيم از سباوي, هوت أند سبايسي" ههه. أما اسمي الصيني الذي حصلت عليه البارحة ف"شواي جه"(بجيم مصرية).... الفتى الوسيم. لا اعتراض!
لكن بوب رجع يسميني "علي بابا"... فسأريه مرح الأربعين حرامي, ومغامرات ألف ليلة وليلة.

تحياتي!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home